كتب جون جامبريل في وكالةأسوشيتد برس أنّ قطر استضافت يوم الإثنين قمة جمعت دولاً عربية وإسلامية أملاً في صياغة موقف موحد إزاء الهجوم الإسرائيلي على قادة من حركة حماس في الدوحة الأسبوع الماضي. غير أنّ الخلافات بين القادة حدّت من فرص التوصل إلى خطوات ملموسة، وانتهت الاجتماعات بقرارات رمزية محدودة.
وأوضح تقرير أسوشيتد برس، أنّ إسرائيل وسّعت عملياتها منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023، فقصفت مواقع في إيران ولبنان وسوريا واليمن، وأخيراً في قطر. هذا التصعيد أثار غضباً واسعاً في المنطقة التي تتابع مقتل أكثر من 64 ألف فلسطيني في غزة، وزاد من الشكوك بشأن التزام الولايات المتحدة بحماية حلفائها الخليجيين.
أبرزت القمة مواقف متباينة؛ فالدول التي تعتبرها إسرائيل أعداء مثل إيران ركزت على الإدانة، بينما امتنعت دول طبّعت علاقاتها مع تل أبيب عن خطوات قاسية، خاصة وأنّ القمة تزامنت مع الذكرى الخامسة لتوقيع الإمارات والبحرين على اتفاقيات أبراهام. رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم قال: "الإدانات لن توقف الصواريخ، والتصريحات لن تحرر فلسطين. يجب فرض إجراءات عقابية صارمة".
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ألقى خطاباً نادراً في حدته، إذ اتهم إسرائيل بتقويض أي وساطة وبتعمد قتل الوسطاء، متسائلاً: "إذا كانت إسرائيل تريد اغتيال قادة حماس، فلماذا تتفاوض معهم؟ وإذا أصرت على تحرير الرهائن، فلماذا تغتال جميع المفاوضين؟". وأضاف أنّ من يواصل استهداف المفاوضين يسعى لإفشال أي اتفاق، معتبراً حديث تل أبيب عن الرهائن "مجرد كذبة". الشيخ تميم وصف ما يحدث في غزة بأنه "إبادة جماعية"، وهو توصيف كرره قادة آخرون، بينما ترفض إسرائيل ذلك وتتهم حماس بإطالة أمد الحرب.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعا إلى الضغط الاقتصادي على إسرائيل باعتباره أداة مجربة. أما الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي حضر القمة رغم الغضب القطري من استهداف قاعدة العديد في يونيو، فقد حذّر من أنّ أي عاصمة عربية أو إسلامية قد تكون التالية، مؤكداً أنّ ضربة الدوحة غيّرت الكثير من الحسابات.
قبل القمة، ترددت مقترحات مثل إغلاق الأجواء أمام الطيران الإسرائيلي أو خفض مستوى العلاقات، لكن البيان الختامي اقتصر على دعوة الدول إلى اتخاذ "كافة الإجراءات القانونية والفعالة الممكنة" لوقف العدوان على الفلسطينيين. وعلى الهامش، اجتمع وزراء مجلس التعاون الخليجي وأعلنوا خطوات لتعزيز "آليات الدفاع المشترك والقدرات الردعية"، دون تفاصيل واضحة.
التقرير أشار إلى أنّ قطر، التي استضافت قيادة حماس السياسية لسنوات بطلب أمريكي لتسهيل التفاوض، تواجه الآن ضغوطاً غير مسبوقة. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شدّد على أنّ استهداف الدوحة "قرار إسرائيلي مستقل"، ملوحاً بمواصلة ضرب قادة حماس حيثما وجدوا. في المقابل، زار وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إسرائيل للتباحث حول الهجوم الجديد وخطط العملية في غزة، مؤكداً أنّ واشنطن "ستواصل تشجيع قطر على لعب دور بنّاء في جهود التهدئة".
في إسرائيل، يزداد الضغط الشعبي على نتنياهو لإنهاء الحرب وإعادة الرهائن الـ48 الذين ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 20 يُعتقد أنّهم أحياء. هجوم السابع من أكتوبر 2023 أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص معظمهم مدنيون، وخطف 251 آخرين. ردّت إسرائيل بهجمات واسعة تسببت في مقتل أكثر من 64 ألف فلسطيني، نصفهم تقريباً من النساء والأطفال بحسب وزارة الصحة في غزة، التي تعدّ تقاريرها الأكثر اعتماداً لدى الأمم المتحدة والخبراء المستقلين رغم رفض إسرائيل الاعتراف بها.
بهذا، خلص التقرير إلى أنّ قمة الدوحة أبرزت عمق الانقسام العربي والإسلامي حيال الحرب المستعرة، حيث اكتفى القادة ببيانات حادة وخطابات غاضبة من دون التوافق على إجراءات عملية توقف نزيف الدم في غزة.
https://www.piquenewsmagazine.com/world-news/summit-leads-to-little-action-after-israeli-strike-on-hamas-in-doha-11211785